Thursday, November 19, 2009

قل أدعوني

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو

"ربِّ أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر هداي إلي، وانصرني على من بغى علي، اللهم اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا، لك مطواعا، إليك مخبتا أو منيبا، ربِّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبِّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي"


رواه أبو داود في سننه، وقال الشيخ الألباني : صحيح
قال الشيخ محمد لقمان السلفي في شرحه للأدب المفرد
أعني: أي على طاعتك وعلى أعدائي
وامكر لي: والمراد ألحق عذابك بأعدائي لا بي، والمكر في الأصل الخداع وإظهار خلاف ما في الباطن، وهو محال على الله تعالى، والمراد لازمه من العذاب والانتقام، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعة، فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة بما وقع فيها من الرياء والسمعة
مطواعًا: أي كثير الطاعة
سخيمة قلبي: أي أخرج الحقد والحسد من قلبي، فالسخيمة الحقد والحسد، وسلُّها: إخراجها وتنقية القلب منها، من سلّ السيف إذا أخرجه من الغمد

المرجع: رش البرد شرح الأدب المفرد، تأليف الشيخ محمد لقمان السلفي

Friday, November 13, 2009

كفى بالموت واعظا



حلقة تقشعر لها الأبدان

Tuesday, November 10, 2009

التحذير من اليأس والقنوط من رحمة الله

قال سبحانه وتعالى
{وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ}
[الحجر: 56]

وقال تعالى سبحانه
{إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
[يوسف: 87]

وقد ذهب فريق من أهل العلم إلى أن المراد بقوله سبحانه وتعالى
{وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
[البقرة: 195]

إن العبد يُذنب الذنب ثم يظن أن ذنبه لا يغفر فيترك الاستغفار ويترك الرجوع إلى الله فمِن ثَم يقع في التهلكة والعياذ بالله

وفي (الصحيح) عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه -عز وجل- قال: «أذنب عبد ذنبا. فقال: اللهم! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك»
[رواه مسلم]

وها هو رجل يُكثر من شرب الخمر، فيوتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرج البخاري من حديث عمر -رضي الله عنه- : أن رجلا كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان اسمه: عبد الله وكان يلقب: حِمارًا، وكان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد جلده في الشراب، فأُتي به يومًا، فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: "اللهم العنه، ما أكثر ما يُوتى به!"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تلعنوه، فوالله ما علِمت أنه يُحِبُ اللهَ ورسوله»

وفي رواية: أن رجلاً قال: "مَاله أخزاه الله!"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا عَونَ الشيطانِ على أخيكم»

فجديرُ بالعبد أن لا يقنط أبداً من رحمة الله -عز وجل-، بل كلما سقط ووقع في ذنب قام واستغفر وأناب، فليس ثَمَّ أحدٌ معصوم من الذنب، وقد قال تعالى في شأن المتقين الذين أعدت لهم الجنان: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
[آل عمران: 133]

فذكر من صفاتهم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
[آل عمران: 135-136]

فحتى التَّقي قد تصدر منه كبيرة!!، وقد تزل قدمه ويقع في الفاحشة!!، ولكنه يقلع عنها وينيب إلى ربَّه ويستغفر

وها هم المرسلون:
قال تعالى
{إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
[النمل: 10-11]

وموسى الكليم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قتل نفسا فقال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
[القصص: 16]

وهؤلاء الذين جاءوا بالصدق وصدقوا به، قال الله عنهم: {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[الزمر: 35]

ففيه دليل على أنهم عملوا شيئا من السوء.


للكاتب : دكتور/ مصطفى العدوي
قال تعالى

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما