Friday, August 27, 2010

ما أقوى شخصيتها

أخيتي تعالي و إياي نبحر في بحور ألئك النسوة والفتيات اللاتي قدرهن عند رب الأرض والسماوات عظيم جد عظيم، تعالي نبحر في تلك البحور وننظر في كل زمان للؤلؤة واللآلئ كما تعلمين قليلة لكنها ثمينة، تعالي لأول لؤلؤة كرمها ربها وخالقها وباريها وقبل أن ندخل قصر تلك الجوهرة وتلك اللؤلؤة تعالي نسمع أنا وأنتي ونصغي آذاننا وأسماعنا لحبيب القلوب محمد صلوات ربي وسلامه عليه ماذا يقول عن صاحبة هذا القصر يقول عليه الصلاة والسلام من الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع ... آسيا امرأة فرعون." لماذا كمل عقلها؟ هل لأنها تمتلك أجمل الفساتين و تحفظ أسماء المغنين؟ لا. أم لأنها ترفع صوتها عند الرجال؟ لا وربي ليس هذا بالكمال، كثيرات من ضعف عقولهن لعب عليهن الناعقين والناعقات فيقلن عمن لا تلبس الحرام ولا تسمع الحرام يقلن عنها إنها لا تستطيع وإلا لفعلت وإنها لا تملك المال وإلا لعصت رب الأرض والسماوات، وهذا من نقص العقول وضعفها وإلا هاهي امرأة فرعون كانت من أغنى أهل الأرض تعالي أدخلي قصرها وانظري فإذا بقصر يبهر العقول كان الجمال يصول بين جنباته ويجول، نمارق مصفوفه وسرر مرفوعه وجدران مزخرفة، وفجأة ننظر في ذلك القصر وبداخله فإذا بامرأة مربوطة تساق إلى خشبة الجلاد انظري إليها، انظري إليها دققي هي ليست خادمة من الخادمات، لا ولا سارقة من السارقات وإنما هذه المربوطة هي الملكة. الملكة؟! إي وربي هي الملكة هي صاحبة هذا القصر هي هي بعينها، هذه المربوطه كانت إذا تحركت في قصرها وقفت لها أنفاس الخدم، كانت إذا أشارت بيدها تسابقت لها الأيادي بما تشتهي من النعم، أجمل قصر على الأرض هو قصرها وأغلى حلي في الوجود حليها لكنها سبحان خالقها ما أقوى شخصيتها، ما أنساها هذا النعيم من أعطاها النعيم سبحانه.

فتساءلت، ويحق لها من كمال عقلها أن تتساءل، قالت : هذا النعيم الذي أرفل فيه إلى متى سيدوم؟
فطرقت مسامعها إجابات صريحة، قد يدوم مئة سنة وقد لا يدوم إلا لحظات، إجابات صريحة، فهنيئا لذاك العقل الذي تلقى تلك الإجابات.

ففكرت في قصر لا ينتهي وفي حلل لا تبلى وفي حلي لا تتغير ولا تصدا وبنعيم يدوم مادامت السماوات والأرض ملك لا ينتهي ولا يفنى، فما أن لاح لها الهدف تقدمت نحوه تقدم الواثق الذي لا يقف ولو أدمى قلبه والدم نزف، هددوها بزوال قصرها وملكها وتذكرت أن قصرها الذي في السماء هو الأبقى، الذي موضوع الصوت فيه خير من الدنيا وما فيها وهيهات لمن عرض لها الذهب أن تغريها باللعب "وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا"، كلنا نريد الآخرة وقليل من سعى فهنيئا لمن سعى.

لما اتخذت هذا القرار وضحّت من أجل العزيز الجبار ما فرشت لها الأراضي بالورود بل نزعت منها الأساور والحلل فما اعترى قلبها حزنا ولا وجل قيدوها وعلى الأرض سحبوها، كبلوها ثم على الأحجار جروها نزلوا عليها بالسياط ضربا لكن هيهات وهيهات لهم أن يكسروها، ليست مثلنا من إذا ابتليت في دينها أو قيل لها ستخسرين كذا وكذا، باعت الأرض وقالت: "والله بنات خالاتي كلهم يلبسون.. وإلا زميلاتي كلهم"، لا والله تعلم أن ذاك الأمر يستحق أكثر من روحها فضحت، ثبات على ما يزلزل الجبال فجزاها العزيز المتعال.

لما ضربوها وقيدوها و كبلوها ونزلوا عليها حتى تكشف ذلك الجلد من الضرب أرسل إليهم فرعون أن اسألوها إن أرادتني فلها الحب و الكرامه و إلا...
قالوا: ماذا نفعل فيها يا فرعون؟
قال: اقتلوها.
قالوا: كيف نقتلها يا فرعون؟
قال: خذوا صخرة هي أكبر منها فاسألوها، فإن أبت دكدكوها.
فسألوها: أتريدين أن ترجعي؟

هي امرأة لها تطلعات، وتحب ذاك القصر، ما تركته لأنه لا يساوي عندها أو لأنه لا يستحق والله ما تركته إلا لأنها تريد ما هو أعظم منه، فقالت بكل ثبات أريد رب الأرض والسماوات أمنت برب موسى و هارون، أرادت ما عند الله جل جلاله.

فما هي إلا لحظات وتقطع الحبال وتهوي تلك الصخرة، وقبل أن تلامس جلدها وجسمها إذا بالله جل جلاله ينقل لنا ما قالت قبل أن تفقد الحياة قالت: "ربي ابني لي عندك بيتاً في الجنة"، لما تحركت تلك الشفاه، خلدها رب الأرض والسماوات، و نقلها لنا في هذا القرآن خالدا حتى تقرأ في كل زمان ومكان.

قالت: ربي ابني لي عندك (اي اختارت الجار قبل الدار) بيتا في الجنة، يقول ابن عباس: فكشف الله لها الحجب، و أمر بالحجب فنزعت، فإذا بها ترى ذاك القصر الذي هو لبنة من ذهب و لبنة من فضة، و من تحته الأنهار قد جرت، و حولها الملائكة قد حفت، فابتسمت ثم نزعت الروح قبل أن تهشم تلك الصخرة جمجمتها وعظامها وتساويها بالأرض.

لما انتهى هذا الموقف ما انتهت القصة، يريد الله جل وعلا أن يخاطب كل النساء و الرجال، فقال سبحانه: "وضرب الله مثلا"، لمن؟ للمؤمنات؟ لا ... "و ضرب الله مثلا للذين آمنوا"، للذين آمنوا يا نساء ويا رجال، إن أردتم أن تدخلوا الجنة هاهو المثال، ما هو المثال؟ أي رجل صنديد؟ أي رجل قوي عنيد؟ لا...
"وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة"...
امرأة!! يا نساء ويا رجال تريدون أن تدخلوا الجنة هذا نموذج أمامكم امرأة:
"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ"

ــــ

منقول (بتصرف بسيط) من هنا
http://vb.arabseyes.com/569769-1-post.html

Tuesday, August 24, 2010

فصاحة أعرابي في اللغة العربية


يحكى أن تاجراً تعرض له قطاع الطريق و أخذوا ماله، فلجأ إلى المأمون العباسي ليشكو إليه، و أقام ببابِه سنةً، فلم يؤذَن له،
فارتكَبَ حيلةً وَصَل بها إليه، وهي:

أنه حضر يوم الجمعة و نادَى:
 
"يا أهل بغداد اشهدوا علي بما أقول
و هو أن لي ما لَيس لله
و عندي ما ليس عند الله
و معي ما لم يخلُقه الله
و أحب الفتنة وأكره الحق
و أشهد بما لم أرَ
و أصلي بغير وضوء!"

 
فلما سمعه الناس حملوه إلى المأمون
فقال له: "ما الذي بلغني عنك؟"
 
فقال: "صحيح!"
 
قال: "فما حملك على هذا؟"


قال: "قُطع علي و أخذ مالي و لي ببابك سنة لم يؤذن لي، ففعلت ما سمعت لأراك و أبلغك لترد عليَّ مالي."

 
قال: "لكَ ذلك إن فسَّرتَ ما قلتَ."
 
قال: "نعم،  
 
أما قولي :إن لي ما ليس لله
فلي زوجة و وَلَد، و ليس ذلك لله
 
و قولي :عندي ما ليس عند الله
فعندي الكذب والخديعة، والله بريء من ذلك
 
و قولي :معي ما لم يخلقه الله
فأنا أحفظ القرآن، و هو غير مخلوق
 
و قولي :أحب الفتنة
فإني أحب المال و الولد
لقوله تعالى :إنما أموالُكم و أولادكم فتنة
 
و قولي :أكره الحق
فأنا أكره الموت، و هو حق
 
وقولي :أشهد بما لم أَرَ
فانا أشهد أن محمدا رسول الله، و لم أرَه
 
و قولي :أصلي بغير وضوء
فإني أصلي على النبي(ص) بغير وضوء."

 
فاستحسن المأمون ذلك وعَوَّضه عن ماله.


قال تعالى

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما