Tuesday, August 24, 2010

فصاحة أعرابي في اللغة العربية


يحكى أن تاجراً تعرض له قطاع الطريق و أخذوا ماله، فلجأ إلى المأمون العباسي ليشكو إليه، و أقام ببابِه سنةً، فلم يؤذَن له،
فارتكَبَ حيلةً وَصَل بها إليه، وهي:

أنه حضر يوم الجمعة و نادَى:
 
"يا أهل بغداد اشهدوا علي بما أقول
و هو أن لي ما لَيس لله
و عندي ما ليس عند الله
و معي ما لم يخلُقه الله
و أحب الفتنة وأكره الحق
و أشهد بما لم أرَ
و أصلي بغير وضوء!"

 
فلما سمعه الناس حملوه إلى المأمون
فقال له: "ما الذي بلغني عنك؟"
 
فقال: "صحيح!"
 
قال: "فما حملك على هذا؟"


قال: "قُطع علي و أخذ مالي و لي ببابك سنة لم يؤذن لي، ففعلت ما سمعت لأراك و أبلغك لترد عليَّ مالي."

 
قال: "لكَ ذلك إن فسَّرتَ ما قلتَ."
 
قال: "نعم،  
 
أما قولي :إن لي ما ليس لله
فلي زوجة و وَلَد، و ليس ذلك لله
 
و قولي :عندي ما ليس عند الله
فعندي الكذب والخديعة، والله بريء من ذلك
 
و قولي :معي ما لم يخلقه الله
فأنا أحفظ القرآن، و هو غير مخلوق
 
و قولي :أحب الفتنة
فإني أحب المال و الولد
لقوله تعالى :إنما أموالُكم و أولادكم فتنة
 
و قولي :أكره الحق
فأنا أكره الموت، و هو حق
 
وقولي :أشهد بما لم أَرَ
فانا أشهد أن محمدا رسول الله، و لم أرَه
 
و قولي :أصلي بغير وضوء
فإني أصلي على النبي(ص) بغير وضوء."

 
فاستحسن المأمون ذلك وعَوَّضه عن ماله.


No comments:

قال تعالى

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما