Saturday, January 8, 2011

غمسة في الجنة ... و غمسة في النار

قال تعالى

"وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ "
[فصلت:35]


يروى عن أنس -رضي الله عنه وأرضاه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

{ تُنصَبُ الموازين يوم القيامة، فيُؤتى بأهل الصلاة والصيام والزكاة والحج، فيُوَفَّوْن أجورهم بالموازين، ثم يُؤتى بأهل البلاء، فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، ويُصبُّ عليهم الأجر صباً بغير حساب، ثم قرأ قول الله جل وعلا: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
[الزمر:10]}

وفي الترمذي مرفوعاً
{يودُّ أناسٌ لو أن جلودهم كانت تُقرض بالمقاريض لِما يَروْن من ثواب أهل البلاء }
فسبحان من يرحم ببلائه


ترجو البقاء بدار لا ثبات لها *** فهل سمعت بظل غير منتقل
حياتها رصدٌ وشربها كدرٌ *** وعيشها نكد وملكها دُوَلُ
من ذا الذي قد نال راحة فكره *** في عسره من عمره أو يُسره؟
يلقى الغني لحفظه ما قد حوى *** أضعاف ما يلقى الفقير لفقره
فيظل هذا ساخطاً في قُلِّه *** ويظل هذا ناصباً في كُثرهِ
سُنَّ البلى ولكل شمل فرقة *** يُرمى بها في يومه أو شهره
والجن مثل الإنس يجري فيهم *** حكم القضاء بحلوِه وبمرِّه
أوَما ترى الرجل العزيز بجنده *** رهن الهموم على جلالة قدره
فيسرُّه خير وفي أعقابه *** همٌّ تضيق به جوانب صدره
وأخو التجارة لاهث متفكر *** مما يلاقي في خسارة سعره
وأبو العيال أبو الهموم وحسرة الـ *** رجل الوحيد كمينة في صدره
ولرُبَّ طالب راحة في نومه *** جاءته أحلام فهام بأمره
والطفل من بطن أمه يخرج إلى *** غُصَص الفطام تروعه في صُغره
ولقد خبرت الطير في أوكارها *** فوجدت منها ما يُصاد بوكره
والوحش يأتيه الردى في برِّه *** والحوت يأتي حتفه في بحره
ولربما تأتي السباع لميت *** فاستخرجته من قرارة قبره
تالله لو عاش الفتى في دهره *** ألفاً من الأعوام مالك أمره
متلذذاً معه بكل لذيذةٍ *** متنعماً بالعيش مدة عمره
لا يعتريه النقص في أحواله *** كلا ولا تجري الهموم بفكره
ما كان ذلك كله في أن يفي *** بمبيت أول ليلة في قبره
كيف الفعال أيا أخي فيما ترى *** صبراً على حُلوِ القضاء ومرِّه

صبراً فغمسة في الجنة تُنسي كل شقاء وبؤس وبلاء، وغمسة في النار -عياذًا بالله- تنسي كل لذة ونعيم

لكل شيء إذا ما تمَّ نقصان *** فلا يُغَرُّ بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول *** من سرَّه زمن ساءته أزمان

6 comments:

نور said...

نسأل الله العفو والعافية
نسأل الكريم الصبر والجنة

دام العطاء وبوركت الجهود

هبة فاروق said...

نسأل الله المغفرة والعفو والجنة
بارك الله فيك وجعلة فى ميزان حسناتك يا طيب القلب

مازن الرنتيسي said...

بسم الله وبعد
بوركت على الطرح الطيب
وبورك جهدك

Anonymous said...

السلام عليكم ورحمة الله
كلما كان العطاء عظيم كان الجزاء اعظم فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
وهي امور تحتاج الى جهد اعظم
فهذه الدرجة تحتاج اتعود
بمعنى
من كان في هذه الدنيا متسامحا وجده في الاخرة
وبالمقابل ايضا
اشياء كثيرة لانلقي لها بالا في الابتلاء وربطناه بالداء والاعياء والفقر وتأخر المطر
والامر قد يكون اوسع
فالدفع بالتي هى احسن حتى يصبح من بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
ولذلك بعدها ولايُلقاها
والصبر في الدنيا نوعان ايضا
صبرا على ماتكره
وصبرا عما تحب
وعما تحب اثقل من على ماتحب
فماتكره لاتختاره
اماماتحب فبالتاكيد هو اختيارك وطلبك
ومن هنا كان الامر بمخالفة الهوى كي تتعلم الصبر من اصعبه

ودائما في القرءان والحديث تستخلص اكثر من معنى وفكرة
اتمنى ان اكون موفقا فيما قلت
ولاادري ان كنت توافقيني الراي

LioneSS said...

نور
اللهم أمين اللهم ارزقنا الصبر الجميل
بالك الله فيكِ و جزاك الله خير على مرورك

هبة فاروق
امييين
و جعله الله مرورك في ميزان حسناتك انتِ ايضا

الأخ أبو مجاهد
بارك الله لك في دينك و دنياك

LioneSS said...

الأخ محمد على

أكيد اوافقك الرأي
بالنسبة لى فالصبر بكل أنواعه صعب الصبر على مخالفة هوى النفس و الصبر على الحرمان
و لكن أعظم أنواع الصبر هو الدوام على الطاعات و العبادات

من رحمة الله على العباد لم يربط الصبر بنوع معين بل بشّر كل الصابرين بحسن الثواب

قال الله تعالى

"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ "

اللهم اجعلنا منهم يارب

قال تعالى

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما